وَفِيهَا جَمَعَ نَائِبُ نَصْرِ الدَّوْلَةِ بْنِ مَرْوَانَ بِالْجَزِيرَةِ جَمْعًا يَنِيفُ عَلَى عَشَرَةِ آلَافِ رَجُلٍ، وَغَزَا مَنْ يُقَارِبُهُ مِنَ الْأَرْمَنِ، وَأَوْقَعَ بِهِمْ، وَأَثْخَنَ فِيهِمْ، وَغَنِمَ وَسَبَى كَثِيرًا، وَعَادَ ظَافِرًا مَنْصُورًا.
وَفِيهَا كَانَ بَيْنَ أَهْلِ تُونِسَ مِنْ إِفْرِيقِيَّةَ خُلْفٌ، فَسَارَ الْمُعِزُّ بْنُ بَادِيسَ إِلَيْهِمْ بِنَفْسِهِ، فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ، وَسَكَّنَ الْفِتْنَةَ وَعَادَ.
وَفِيهَا اجْتَمَعَ نَاسٌ كَثِيرٌ مِنَ الشِّيعَةِ بِإِفْرِيقِيَّةَ، وَسَارُوا إِلَى أَعْمَالِ نَفْطَةَ، فَاسْتَوْلَوْا عَلَى بَلَدٍ مِنْهَا وَسَكَنُوهُ فَجَرَّدَ إِلَيْهِمُ الْمُعِزُّ عَسْكَرًا، فَدَخَلُوا الْبِلَادَ وَحَارَبُوا الشِّيعَةَ وَقَتَلُوهُمْ أَجْمَعِينَ.
(وَفِيهَا خَرَجَتِ الْعَرَبُ عَلَى حَاجِّ الْبَصْرَةِ وَنَهَبُوهُمْ، وَحَجَّ النَّاسُ مِنْ سَائِرِ الْبِلَادِ إِلَّا مِنَ الْعِرَاقِ) .
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ رُضْوَانَ الْمِصْرِيُّ، النَّحْوِيُّ، فِي رَجَبٍ.
وَفِيهَا قَتَلَ الْمَلِكُ أَبُو كَالِيجَارَ صَنْدَلًا الْخَصِيَّ، وَكَانَ قَدِ اسْتَوْلَى عَلَى الْمَمْلَكَةِ، وَلَيْسَ لِأَبِي كَالِيجَارَ مَعَهُ غَيْرُ الِاسْمِ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نُعَيْمٍ أَبُو الْحَسَنِ النُّعَيْمِيُّ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَ عَنْ جَمَاعَةٍ، وَكَانَ حَافِظًا، شَاعِرًا، فَقِيهًا عَلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ.