مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَكَفَلَهُ عَمُّهُ أَبُو عُتْبَةَ بْنُ مُحَمَّدٍ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ، فَبَقِيَ أَبُو يَحْيَى مُسْتَضْعَفًا لِصِغَرِهِ، وَأُخِذَتْ بِلَادُهُ الْبَعِيدَةُ عَنْهُ، وَلَمْ يَبْقَ لَهُ غَيْرُ الْمَرِيَّةِ وَمَا يُجَاوِرُهَا.

فَلَمَّا كَبِرَ أَخَذَ نَفْسَهُ بِالْعُلُومِ، وَمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، فَامْتَدَّ صِيتُهُ، وَاشْتَهَرَ ذِكْرُهُ، وَعَظُمَ سُلْطَانُهُ، وَالْتَحَقَ بِأَكَابِرِ الْمُلُوكِ، وَدَامَ بِهَا إِلَى أَنْ نَازَلَهُ جَيْشُ الْمُلَثَّمِينَ، فَمَرِضَ فِي أَثْنَاءِ ذَلِكَ، وَكَانَ الْقِتَالُ تَحْتَ قَصْرِهِ، فَسَمِعَ يَوْمًا صِيَاحًا وَجَلَبَةً، فَقَالَ: نُغِّصَ عَلَيْنَا كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْمَوْتُ! وَتُوُفِّيَ فِي مَرَضِهِ ذَلِكَ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَدَخَلَ أَوْلَادُهُ وَأَهْلُهُ الْبَحْرَ فِي مَرْكَبٍ إِلَى بِجَايَةَ قَاعِدَةِ مَمْلَكَةِ بَنِي حَمَّادٍ مِنْ إِفْرِيقِيَّةَ، وَمَلَكَ الْمُلَثَّمُونَ الْمَرِيَّةَ وَمَا مَعَهَا.

[خَبَرُ مَالِقَةَ]

وَأَمَّا مَالِقَةُ فَمَلَكَهَا بَنُو عَلِيِّ بْنِ حَمُّودٍ، فَلَمْ تَزَلْ فِي مَمْلَكَةِ الْعَلَوِيِّينَ يُخْطَبُ لَهُمْ فِيهَا إِلَى أَنْ أَخَذَهَا مِنْهُمْ بَادِيسُ بْنُ حَبُّوسٍ صَاحِبُ غَرْنَاطَةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ [وَأَرْبَعِمِائَةٍ] ، وَانْقَضَى أَمْرُ الْعَلَوِيِّينَ بِالْأَنْدَلُسِ.

[خَبَرُ غَرْنَاطَةَ]

وَأَمَّا غَرْنَاطَةُ فَمَلَكَهَا حَبُّوسُ بْنُ مَاكِسَنَ الصِّنْهَاجِيُّ ثُمَّ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015