الْمُسْتَنْصِرُ بِاللَّهِ، وَعَلَيْهِ انْقَرَضَتْ دَوْلَتُهُمْ عَلَى رَأْسِ الْخَمْسِمِائَةِ، فَصَارَتْ بِلَادُهُمْ جَمِيعًا (لِابْنِ تَاشِفِينَ) .
وَرَأَيْتُ بَعْضَ أَوْلَادِهِمْ بِدِمَشْقَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، وَهُوَ فَقِيرٌ جِدًّا، وَهُوَ قَيِّمُ الرَّبْوَةِ، فَسُبْحَانَ مَنْ لَا يَزُولُ، وَلَا تُغَيِّرُهُ الدُّهُورُ.
[خَبَرُ طُرْطُوشَةَ] وَأَمَّا طُرْطُوشَةُ فَوَلِيَهَا (لَبِيبٌ الْفَتَى) الْعَامِرِيُّ.
[خَبَرُ بَلَنْسِيَةَ] وَأَمَّا بَلَنْسِيَةُ فَكَانَ بِهَا الْمَنْصُورُ أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَنْصُورِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْمَعَافِرِيُّ. ثُمَّ انْضَافَ إِلَيْهِ الْمَرِيَّةُ وَمَا كَانَ إِلَيْهَا، وَبَعْدَهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَدَامَ فِيهَا إِلَى أَنْ غَدَرَ بِهِ صِهْرُهُ الْمَأْمُونُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ ذِي النُّونِ وَأَخَذَ مِنْهُ رِئَاسَةَ بَلَنْسِيَةَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، فَانْتَزَحَ إِلَى الْمَرِيَّةِ، وَأَقَامَ بِهَا إِلَى أَنْ خُلِعَ، عَلَى مَا نَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
[خَبَرُ السَّهْلَةِ] وَأَمَّا السَّهْلَةُ فَمَلَكَهَا عَبُّودُ بْنُ رَزِينٍ، وَأَصْلُهُ بَرْبَرِيٌّ، وَمَوْلِدُهُ بِالْأَنْدَلُسِ، فَلَمَّا