وَوَلِيَ بَعْدَهُ ابْنُهُ يَحْيَى فَاشْتَغَلَ، بِالْخَلَاعَةِ وَالْمُجُونِ، وَأَكْثَرَ مُهَادَاةَ الْفِرِنْجِ وَمُصَانَعَتَهُمْ لِيَتَلَذَّذَ بِاللَّعِبِ، وَامْتَدَّتْ يَدُهُ إِلَى أَمْوَالِ الرَّعِيَّةِ، وَلَمْ تَزَلِ الْفِرِنْجُ تَأْخُذُ حُصُونَهُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ، حَتَّى أَخَذَتْ طُلَيْطِلَةَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَصَارَ هُوَ بِبَلَنْسِيَةَ، وَأَقَامَ بِهَا إِلَى أَنْ قَتَلَهُ الْقَاضِي ابْنُ جَحَّافٍ الْأَحْنَفُ، وَفِيهِ يَقُولُ الرَّئِيسُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ:
أَيُّهَا الْأَحْنَفُ مَهْلًا ... فَلَقَدْ جِئْتَ عَوِيصَا
إِذَا قَتَلْتَ الْمَلِكَ يَحْيَى ... وَتَقَمَّصْتَ الْقَمِيصَا
رُبَّ يَوْمٍ فِيهِ تَجْرِي ... إِنْ تَجِدْ فِيهِ مَحِيصَا
[خَبَرُ سَرَقُسْطَةَ] وَأَمَّا سَرَقُسْطَةُ وَالثَّغْرُ الْأَعْلَى فَكَانَ بِيَدِ مُنْذِرِ بْنِ يَحْيَى التُّجِيبِيِّ، ثُمَّ تُوُفِّيَ وَوَلِيَ بَعْدَهُ ابْنُهُ يَحْيَى، ثُمَّ صَارَتْ بَعْدَهُ لِسُلَيْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هُودٍ الْجُذَامِيِّ وَكَانَ يُلَقَّبُ بِالْمُسْتَعِينِ بِاللَّهِ، وَكَانَ مِنْ قُوَّادِ مُنْذِرٍ عَلَى مَدِينَةِ لَارِدَةَ، وَلَهُ وَقْعَةٌ مَشْهُورَةٌ بِالْفِرِنْجِ بِطُلَيْطِلَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، ثُمَّ تُوُفِّيَ وَوَلِيَ بَعْدَهُ ابْنُهُ (الْمُقْتَدِرُ بِاللَّهِ، وَوَلِيَ) بَعْدَهُ ابْنُهُ يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤْتَمَنُ، ثُمَّ وَلِيَ بَعْدَهُ ابْنُهُ أَحْمَدُ الْمُسْتَعِينُ بِاللَّهِ عَلَى لَقَبِ جَدِّهِ، ثُمَّ وَلِيَ بَعْدَهُ ابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ عِمَادُ الدَّوْلَةِ، ثُمَّ وَلِيَ بَعْدَهُ ابْنُهُ