فَهَلَكَ مَنْ كَانَ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَسْرًا وَقَتْلًا، وَاسْتَرَدَّ الرُّومُ الْغَنَائِمَ وَالسَّبْيَ، وَغَنِمُوا أَثْقَالَ الْمُسْلِمِينَ وَأَمْوَالَهُمْ، وَنَجَا سَيْفُ الدَّوْلَةِ فِي عَدَدٍ يَسِيرٍ.
ذِكْرُ إِعَادَةِ الْقَرَامِطَةِ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَعَادَ الْقَرَامِطَةُ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ إِلَى مَكَّةَ، وَقَالُوا: أَخَذْنَاهُ بِأَمْرٍ، وَأَعَدْنَاهُ بِأَمْرٍ.
وَكَانَ بُجْكُمُ قَدْ بَذَلَ لَهُمْ فِي رَدِّهِ خَمْسِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، فَلَمْ يُجِيبُوهُ، وَرَدُّوهُ الْآنَ بِغَيْرِ شَيْءٍ فِي ذِي الْقِعْدَةِ، فَلَمَّا أَرَادُوا رَدَّهُ حَمَلُوهُ إِلَى الْكُوفَةِ، وَعَلَّقُوهُ بِجَامِعِهَا حَتَّى رَآهُ النَّاسُ، ثُمَّ حَمَلُوهُ إِلَى مَكَّةَ، (وَكَانُوا أَخَذُوهُ مِنْ رُكْنِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، وَكَانَ مُكْثُهُ عِنْدَهُمُ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً) .
ذِكْرُ مَسِيرِ الْخُرَاسَانِيِّينَ إِلَى الرَّيِّ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ سَارَ مَنْصُورُ بْنُ قَرَاتَكِينَ مِنْ نَيْسَابُورَ إِلَى الرَّيِّ فِي صَفَرٍ، أَمَرَهُ الْأَمِيرُ نُوحٌ بِذَلِكَ، وَكَانَ رُكْنُ الدَّوْلَةِ بِبِلَادِ فَارِسَ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ، فَوَصَلَ مَنْصُورٌ إِلَى الرَّيِّ