وَيَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ يُقَاطِعَ عَلَى مَا بِيَدِهِ مِنَ الْبِلَادِ، وَبَذَلَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَأُجِيبَ إِلَى ذَلِكَ، فَأَنْفَذُوا لَهُ الْخِلَعَ، وَشَرَطُوا عَلَى الرَّسُولِ أَنْ لَا يُسَلِّمَ إِلَيْهِ الْخِلَعَ إِلَّا بَعْدَ قَبْضِ الْمَالِ.

فَلَمَّا وَصَلَ الرَّسُولُ، خَرَجَ عِمَادُ الدَّوْلَةِ إِلَى لِقَائِهِ، وَطَلَبَ مِنْهُ الْخِلَعَ وَاللِّوَاءَ، فَذَكَرَ لَهُ الشَّرْطَ، فَأَخَذَهُمَا مِنْهُ قَهْرًا، وَلَبِسَ الْخِلَعَ، وَنَشَرَ اللِّوَاءَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَدَخَلَ الْبَلَدَ، وَغَالَطَ الرَّسُولَ بِالْمَالِ، فَمَاتَ الرَّسُولُ عِنْدَهُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، وَعَظُمَ شَأْنُهُ، وَقَصَدَهُ الرِّجَالُ مِنَ الْأَطْرَافِ.

وَلَمَّا سَمِعَ مَرْدَاوَيْجُ بِمَا نَالَهُ مِنِ ابْنِ بُوَيْهِ، قَامَ لِذَلِكَ وَقَعَدَ وَسَارَ إِلَى أَصْبَهَانَ لِلتَّدْبِيرِ عَلَيْهِ، وَكَانَ بِهَا أَخُوهُ وَشْمَكِيرُ ; لِأَنَّهُ لَمَّا خَلَعَ الْقَاهِرُ، وَتَأَخَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ يَاقُوتٍ عَنْهَا، عَادَ إِلَيْهَا وَشْمَكِيرُ بَعْدَ أَنْ بَقِيَتْ تِسْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا خَالِيَةً مِنْ أَمِيرٍ، فَلَمَّا وَصَلَهَا مَرْدَاوَيْجُ، رَدَّ أَخَاهُ وَشْمَكِيرَ إِلَى الرَّيِّ.

ذِكْرُ اسْتِيلَاءِ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ عَلَى كَرْمَانَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ خَرَجَ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ إِلْيَاسَ مِنْ نَاحِيَةِ كَرْمَانَ إِلَى بِلَادِ فَارِسَ، وَبَلَغَ إِصْطَخْرَ، فَأَظْهَرَ لِيَاقُوتٍ أَنَّهُ يُرِيدُ [أَنْ] يَسْتَأْمِنَ إِلَيْهِ حِيلَةً وَمَكْرًا، فَعَلِمَ يَاقُوتٌ مَكْرَهُ، فَعَادَ إِلَى كَرْمَانَ، فَسَيَّرَ إِلَيْهِ السَّعِيدُ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ صَاحِبُ خُرَاسَانَ، مَاكَانَ بْنَ كَالِي فِي جَيْشٍ كَثِيفٍ، فَقَاتَلَهُ، فَانْهَزَمَ ابْنُ إِلْيَاسَ، وَاسْتَوْلَى مَاكَانُ عَلَى كَرْمَانَ، نِيَابَةً عَنْ صَاحِبِ خُرَاسَانَ.

وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِلْيَاسَ هَذَا مِنْ أَصْحَابِ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ، فَغَضِبَ عَلَيْهِ وَحَبَسَهُ، ثُمَّ شَفَعَ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْبَلْعَمِيُّ، فَأَخْرَجَهُ، وَسَيَّرَهُ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ إِلَى جُرْجَانَ، فَلَمَّا خَرَجَ يَحْيَى بْنُ أَحْمَدَ وَإِخْوَتُهُ بِبُخَارَى، عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ، سَارَ مُحَمَّدُ بْنُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015