وَأَمَّا مَاكَانُ) فَسَارَ إِلَى نَيْسَابُورَ، فَدَخَلَ فِي طَاعَةِ السَّعِيدِ نَصْرٍ، وَاسْتَنْجَدَهُ، فَأَمَدَّهُ بِأَكْثَرِ جَيْشِهِ، وَبَالَغَ فِي تَقْوِيَتِهِ، وَوَصَلَ إِلَيْهِ مَاكَانُ وَأَبُو عَلِيٍّ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، فَانْهَزَمَ أَبُو عَلِيٍّ وَمَاكَانُ وَعَادَا إِلَى نَيْسَابُورَ، ثُمَّ عَادَ مَاكَانُ بْنُ كَالِي إِلَى الدَّامِغَانِ لِيَتَمَلَّكَهَا، فَسَارَ نَحْوَهُ بَلْقَاسِمُ، (فَصَدَّهُ عَنْهَا) ، فَعَادَ إِلَى خُرَاسَانَ.
وَسَنَذْكُرُ بَاقِي أَخْبَارِ مَاكَانَ فِيمَا بَعْدُ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِيهَا كَانَ ابْتِدَاءُ أَمْرِ أَبِي يَزِيدَ الْخَارِجِيِّ بِالْمَغْرِبِ، وَسَنَذْكُرُ أَمْرَهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ مُسْتَقْصًى.
وَفِيهَا ظَهَرَ بِسِجِسْتَانَ خَارِجِيٌّ، وَسَارَ فِي جَمْعٍ إِلَى بِلَادِ فَارِسَ يُرِيدُ التَّغَلُّبَ عَلَيْهَا، فَقَتَلَهُ أَصْحَابُهُ قَبْلَ الْوُصُولِ إِلَيْهَا، وَتَفَرَّقُوا.
وَفِيهَا صُرِفَ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الْعُشُورِيُّ عَنْ حَجْبَةِ الْخَلِيفَةِ وَقُلِّدُهَا يَاقُوتٌ، وَكَانَ يَتَوَلَّى بِفَارِسَ، وَهُوَ بِهَا، فَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْحَجْبَةِ ابْنَهُ أَبَا الْفَتْحِ الْمُظَفَّرَ.
وَفِيهَا وَصَلَ الدُّمُسْتُقُ فِي جَيْشٍ كَثِيرٍ مِنَ الرُّومِ إِلَى أَرْمِينِيَّةَ، فَحَصَرُوا خِلَاطَ، فَصَالَحَهُ أَهْلُهَا، (وَرَحَلَ عَنْهُمْ بَعْدَ أَنْ) أَخْرَجَ الْمِنْبَرَ مِنَ الْجَامِعِ وَجَعَلَ مَكَانَهُ صَلِيبًا، (وَفَعَلَ بِبِدْلِيسَ) كَذَلِكَ، وَخَافَهُ أَهْلُ أَرْزَنَ وَغَيْرُهُمْ، فَفَارَقُوا بِلَادَهُمْ، (وَانْحَدَرَ أَعْيَانُهُمْ إِلَى بَغْدَاذَ) ، وَاسْتَغَاثُوا إِلَى الْخَلِيفَةِ، فَلَمْ يُغَاثُوا.