بِأَصْحَابِهِ، وَنَزَلَ بِالْبُسْتَانِ النَّجْمِيِّ لِيَبْعُدَ عَنْ نَازُوكَ، فَأَكْثَرَ النَّاسُ الْأَرَاجِيفَ، وَقَالُوا: قَدْ صَارَ هَارُونُ أَمِيرَ الْأُمَرَاءِ، فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ مُؤْنِسٍ، وَكَتَبُوا إِلَيْهِ بِذَلِكَ، وَهُوَ بِالرَّقَّةِ، فَأَسْرَعَ الْعَوْدَ إِلَى بَغْدَاذَ، (فَنَزَلَ بِالشَّمَّاسِيَّةِ فِي أَعْلَى بَغْدَاذَ) ، وَلَمْ يَلْقَ الْمُقْتَدِرَ، فَصَعِدَ إِلَيْهِ الْأَمِيرُ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ الْمُقْتَدِرِ، وَالْوَزِيرُ ابْنُ مُقْلَةَ، فَأَبْلَغَاهُ سَلَامَ الْمُقْتَدِرِ وَاسْتِيحَاشَهُ لَهُ، وَعَادَ فَاسْتَشْعَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْمُقْتَدِرِ وَمُؤْنِسٍ مِنْ صَاحِبِهِ، وَأَحْضَرَ الْمُقْتَدِرُ هَارُونَ بْنَ غَرِيبٍ، وَهُوَ ابْنُ خَالِهِ، فَجَعَلَهُ مَعَهُ فِي دَارِهِ، فَلَمَّا عَلِمَ مُؤْنِسٌ بِذَلِكَ ازْدَادَ نُفُورًا وَاسْتِيحَاشًا، وَأَقْبَلَ أَبُو الْهَيْجَاءِ بْنُ حَمْدَانَ مِنْ بِلَادِ الْجَبَلِ، فَنَزَلَ عِنْدَ مُؤْنِسٍ (وَمَعَهُ عَسْكَرٌ كَبِيرٌ، وَصَارَتِ الْمُرَاسَلَاتُ بَيْنَ الْخَلِيفَةِ وَمُؤْنِسٍ) تَتَرَدَّدُ، وَالْأُمَرَاءُ يَخْرُجُونَ إِلَى مُؤْنِسٍ، وَانْقَضَتِ السَّنَةُ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ.

ذِكْرُ قَتْلِ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ الدَّاعِي

فِي هَذِهِ السَّنَةِ قُتِلَ الْحَسَنُ بْنُ الْقَاسِمِ الدَّاعِي الْعَلَوِيُّ، وَقَدْ ذَكَرْنَا اسْتِيلَاءَ أَسْفَارِ بْنِ شِيرُوَيْهِ الدَّيْلَمِيُّ عَلَى طَبَرِسْتَانَ، وَمَعَهُ مَرْدَاوِيجُ، فَلَمَّا اسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا كَانَ الْحَسَنُ بْنُ الْقَاسِمِ بِالرَّيِّ، وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا، وَأَخْرَجَ مِنْهَا أَصْحَابَ السَّعِيدِ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ، وَاسْتَوْلَى عَلَى قَزْوِينَ، وَزَنْجَانَ، وَأَبْهَرَ، وَقُمَّ، وَكَانَ مَعَهُ مَاكَانُ بْنُ كَالِي الدَّيْلَمِيُّ، فَسَارَ نَحْوَ طَبَرِسْتَانَ، وَالْتَقَوْا هُمْ وَأَسْفَارٌ عِنْدَ سَارِيَةَ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، فَانْهَزَمَ الْحَسَنُ (وَمَاكَانُ بْنُ كَالِي فَلُحِقَ الْحَسَنُ فَقُتِلَ، وَكَانَ انْهِزَامُ مُعْظَمِ أَصْحَابِ الْحَسَنِ عَلَى تَعَمُّدٍ) مِنْهُمْ لِلْهَزِيمَةِ.

وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ أَصْحَابَهُ بِالِاسْتِقَامَةِ، وَمَنَعَهُمْ عَنْ ظُلْمِ الرَّعِيَّةِ، وَشُرْبِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015