وَسَارَ إِلَى بُسْتَ فَأَقَامَ بِهَا سَنَةً.

وَسَبَبُ إِقَامَتِهِ أَنَّهُ أَرَادَ الرَّحِيلَ، فَرَأَى بَعْضَ قُوَّادِهِ قَدْ حَمَلَ بَعْضَ أَثْقَالِهِ، فَغَضِبَ وَقَالَ: أَتَرْحَلُونَ قَبْلِي؟ وَأَقَامَ سَنَةً، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى سِجِسْتَانَ، ثُمَّ عَادَ إِلَى هَرَاةَ، وَحَاصَرَ مَدِينَةَ كَرُوخَ حَتَّى أَخَذَهَا، ثُمَّ سَارَ إِلَى بُوشَنْجَ، وَقَبَضَ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ طَاهِرِ (بْنِ الْحُسَيْنِ الْكَبِيرِ، وَأَنْفَذَ إِلَيْهِ مُحَمَّدَ بْنَ طَاهِرِ) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَسَأَلَهُ إِطْلَاقَهُ (وَهُوَ عَمُّ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ طَاهِرٍ) ، فَلَمْ يَفْعَلْ وَبَقِيَ فِي يَدِهِ.

ذِكْرُ مُلْكِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْعَلَوِيِّ جُرْجَانَ

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ قَصَدَ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ الْعَلَوِيُّ صَاحِبُ طَبَرِسْتَانَ جُرْجَانَ وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ أَمِيرَ خُرَاسَانَ، لَمَّا بَلَغَهُ مِنْ عَزْمِ الْحَسَنِ عَلَى قَصْدِ جُرْجَانَ قَدْ جَهَّزَ الْعَسَاكِرَ فَأَنْفَقَ عَلَيْهَا أَمْوَالًا كَثِيرَةً، وَسَيَّرَهَا إِلَى جُرْجَانَ لِحِفْظِهَا، فَلَمَّا قَصَدَهَا الْحَسَنُ لَمْ يَقُومُوا لَهُ، وَظَفِرَ بِهِمْ وَمَلَكَ الْبَلَدَ، وَقَتَلَ كَثِيرًا مِنَ الْعَسَاكِرِ، وَغَنِمَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ مَا عِنْدَهُمْ.

وَضَعُفَ حِينَئِذٍ مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ، وَانْتَقَضَ عَلَيْهِ كَثِيرٌ مِنَ الْأَعْمَالِ الَّتِي كَانَ يَجِيءُ خَرَاجُهَا إِلَيْهِ، فَلَمْ يَبْقَ فِي يَدِهِ إِلَّا بَعْضُ خُرَاسَانَ، وَأَكْثَرُ ذَلِكَ مَفْتُونٌ مُنْتَقَضٌ بِالْمُتَغَلِّبِينَ فِي نَوَاحِيهَا، وَالشُّرَاةِ الَّذِينَ يَعِيثُونَ فِي عَمَلِهِ، فَلَا يُمْكِنُهُ دَفْعُهُمْ، فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ تَغَلُّبِ يَعْقُوبَ الصَّفَّارِ عَلَى خُرَاسَانَ، كَمَا نَذْكُرُهُ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

وَفِيهَا أَخَذَ أَحْمَدُ الْمُوَلَّدُ سَعْدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ سَعْدٍ الْبَاهِلِيَّ، وَكَانَ قَدْ تَغَلَّبَ عَلَى الْبَطَائِحِ، وَأَفْسَدَ الطَّرِيقَ، وَحُمِلَ إِلَى سَامَرَّا، فَضُرِبَ سَبْعَمِائَةِ سَوْطٍ فَمَاتَ، وَصُلِبَ مَيِّتًا.

وَحَجَّ بِالنَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015