الْمُنْكَرِ، فَكَثُرَ أَتْبَاعُهُ، فَخَرَجَ عَنْ حَدِّ طَلَبِ الشُّرَاةِ، وَصَارَ يَتَنَاوَلُ أَصْحَابَ أَمِيرِ خُرَاسَانَ لِلْخَلِيفَةِ.
ثُمَّ سَارَ مِنْ سِجِسْتَانَ إِلَى هَرَاةَ مِنْ خُرَاسَانَ هَذِهِ السَّنَةَ لِيَمْلِكَهَا، وَكَانَ أَمِيرُ خُرَاسَانَ مُحَمَّدَ بْنَ طَاهِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرِ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَعَامِلُهُ عَلَى هَرَاةَ مُحَمَّدَ بْنَ أَوْسٍ الْأَنْبَارِيَّ، فَخَرَجَ مِنْهَا لِمُحَارَبَةِ يَعْقُوبَ فِي تَعْبِئَةٍ حَسَنَةٍ وَبَأْسٍ شَدِيدٍ وَزِيٍّ جَمِيلٍ، فَتَحَارَبَا وَاقْتَتَلَا قِتَالًا شَدِيدًا، فَانْهَزَمَ ابْنُ أَوْسٍ، وَمَلَكَ يَعْقُوبُ هَرَاةَ وَبَشَنْجَ، وَصَارَتِ الْمَدِينَتَانِ فِي يَدِهِ، فَعَظُمَ أَمْرُهُ حِينَئِذٍ، وَهَابَهُ أَمِيرُ خُرَاسَانَ وَغَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِ الْأَطْرَافِ.