اللَّهُ يَعْلَمُ مَا أَقُولُ كَأَنَّهَا ... جَهْدُ الْأَلِيَّةِ مِنْ حَنِيفٍ رَاكِعِ
مَا إِنْ عَصَيْتُكَ وَالْغُوَاةُ تَقُودُنِي ... أَسْبَابُهَا إِلَّا بِنِيَّةِ طَائِعِ
حَتَّى إِذَا عَلِقَتْ حَبَائِلُ شِقْوَتِي ... بِرَدِّي إِلَى حُفَرِ الْمَهَالِكِ هَائِعِ
لَمْ أَدْرِ أَنَّ لِمِثْلِ جُرْمِي غَافِرًا ... فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ أَيُّ حَتْفٍ صَارِعِي
رَدَّ الْحَيَاةَ عَلَيَّ بَعْدَ ذَهَابِهَا ... وَرَعُ الْإِمَامِ الْقَادِرِ الْمُتَوَاضِعِ
أَحْيَاكَ مَنْ وَلَّاكَ أَفْضَلَ مُدَّةٍ ... وَرَمَى عَدُوَّكَ فِي الْوَتِينِ بِقَاطِعِ
كَمْ مِنْ يَدٍ لَكَ لَمْ تُحَدِّثْنِي بِهَا ... نَفْسِي إِذَا آلَتْ إِلَيَّ مَطَامِعِي
أَسْدَيْتَهَا عَفْوًا إِلَيَّ هَنِيئَةً ... وَشَكَرْتُ مُصْطَنَعًا لِأَكْرَمِ صَانِعِ
إِلَّا يَسِيرًا عِنْدَمَا أَوْلَيْتَنِي ... وَهُوَ الْكَبِيرُ لَدَيَّ غَيْرُ الضَّائِعِ
إِنْ أَنْتَ جُدْتَ بِهَا عَلَيَّ تَكُنْ لَهَا ... أَهْلًا وَإِنْ تَمْنَعْ فَأَكْرَمُ مَانِعِ
إِنَّ الَّذِي قَسَمَ الْخِلَافَةَ حَازَهَا ... مِنْ صُلْبِ آدَمَ لِلْإِمَامِ السَّابِعِ
جَمَعَ الْقُلُوبَ عَلَيْكَ جَامِعُ أَمْرِهَا ... وَحَوَى رِدَاؤُكَ كُلَّ خَيْرٍ جَامِعِ
فَذُكِرَ أَنَّ الْمَأْمُونَ قَالَ حِينَ أَنْشَدَهُ هَذِهِ الْقَصِيدَةَ: أَقُولُ كَمَا قَالَ يُوسُفُ لِإِخْوَتِهِ: