وَأَبَرَّ مَنْ عَبَدَ الْإِلَهَ عَلَى التُّقَى
غَيْبًا وَأَقْوَلَهُ بِحَقٍّ صَادِعِ ... عَسَلُ الْفَوَارِعِ مَا أُطِعْتَ فَإِنْ تُهَجْ
فَالصَّابُّ يُمْزَجُ بِالسِّمَامِ النَّاقِعِ ... مُتَيَقِّظًا حَذِرًا وَمَا تَخْشَى الْعِدَى
نَبْهَانَ مِنْ وَسَنَاتِ لَيْلِ الْهَاجِعِ ... مُلِئَتْ قُلُوبُ النَّاسِ مِنْكَ مَخَافَةً
وَتَبِيتُ تَكْلَؤُهُمْ بِقَلْبٍ خَاشِعِ ... بِأَبِي وَأُمِّي فِدْيَةً وَأَبِيهِمَا
مِنْ كُلِّ مُعْضِلَةٍ وَذَنْبٍ وَاقِعِ ... مَا أَلْيَنَ الْكَنَفَ الَّذِي بَوَّأْتَنِي
وَطَنًا وَأَمْرَعَ رَبْعَهُ لِلرَّاتِعِ ... لِلصَّالِحَاتِ أَخًا جُعِلْتَ وَلِلتُّقَى
وَأَبًا رَءُوفًا لِلْفَقِيرِ الْقَانِعِ ... نَفْسِي فِدَاؤُكَ إِذْ تَضِلُّ مَعَاذِرِي
وَأَلُوذُ مِنْكَ بِفَضْلِ حِلْمٍ وَاسِعِ ... أَمَلًا لِفَضْلِكَ، وَالْفَوَاضِلُ شِيمَةٌ
رَفَعَتْ بِنَاءَكَ لِلْمَحَلِّ الْيَافِعِ ... فَبَذَلْتَ أَفْضَلَ مَا يَضِيقُ بِبَذْلِهِ
وُسْعُ النُّفُوسِ مِنَ الْفِعَالِ الْبَارِعِ ... وَعَفَوْتَ عَمَّنْ لَمْ يَكُنْ عَنْ مِثْلِهِ
عَفْوٌ وَلَمْ يَشْفَعْ إِلَيْكَ بِشَافِعِ ... إِلَّا الْعُلُوَّ عَنِ الْعُقُوبَةِ بَعْدَمَا
ظَفِرَتْ يَدَاكَ بِمُسْتَكِينٍ خَاضِعِ ... فَرَحِمْتَ أَطْفَالًا كَأَفْرَاخِ الْقَطَا
وَعَوِيلَ عَانِسَةٍ كَقَوْسِ النَّازِعِ ... وَعَطَفْتَ آصِرَةً عَلَيَّ كَمَا وَهَى
بَعْدَ انْهِيَاضِ الْوَثْيِ عَظْمُ الظَّالِعِ