وَهَلْ مَالَتْ سُيُوفُ بَنِي نِزَارٍ
وَهَلْ وُضِعَتْ عَنِ الْخَيْلِ اللُّبُودُ؟ ... وَهَلْ تَسْقِي الْبِلَادَ عِشَارُ مُزْنٍ
بِدَرَّتِهَا؟ وَهَلْ يَخْضَرُّ عُودُ؟ ... أَمَا هُدَّتْ لِمَصْرَعِهِ نِزَارٌ؟
بَلَى! وَتَقَوَّضَ الْمَجْدُ الْمَشِيدُ
[وَحَلَّ ضَرِيحَهُ إِذْ حَلَّ فِيهِ ... طَرِيفُ الْمَجْدِ وَالْحَسَبُ التَّلِيدُ
]
أَمَا وَاللَّهِ مَا تَنْفَكُّ عَيْنِي
عَلَيْكَ بِدَمْعِهَا أَبَدًا تَجُودُ ... فَإِنْ تَجْمُدْ دُمُوعُ لَئِيمِ قَوْمٍ
فَلَيْسَ لِدَمْعِ ذِي حَسَبٍ جُمُودُ ... أَبَعْدَ يَزِيدَ تَخْتَزِنُ الْبَوَاكِي
دُمُوعًا، أَوْ يُصَانُ لَهَا خُدُودُ؟ ... لِتَبْكِكَ قُبَّةُ الْإِسْلَامِ لَمَّا
وَهَتْ أَطْنَابُهَا وَوَهَى الْعَمُودُ ... وَيَبْكِكَ شَاعِرٌ لَمْ يُبْقِ دَهْرٌ
لَهُ نَسَبًا وَقَدْ كَسَدَ الْقَصِيدُ ... فَمَنْ يَدْعُو الْإِمَامَ لِكُلِّ خَطْبٍ
يَنُوبُ وَكُلِّ مُعْضِلَةٍ تَئُودُ ... وَمَنْ يَحْمِي الْخَمِيسَ إِذَا
تَعَايَا بِحِيلَةِ نَفْسِهِ الْبَطَلُ النَّجِيدُ ... فَإِنْ يَهْلِكْ يَزِيدُ فَكُلُّ حَيٍّ
فَرِيسٌ لِلْمَنِيَّةِ أَوْ طَرِيدُ ... أَلَمْ تَعْجَبْ لَهُ؟ ! إِنَّ الْمَنَايَا
فَتَكْنَ بِهِ وَهُنَّ لَهُ جُنُودُ ... قَصَدْنَ لَهُ وَكُنَّ يَحِدْنَ عَنْهُ
إِذَا مَا الْحَرْبُ شَبَّ لَهَا وَقُودُ ... لَقَدْ عَزَّى رَبِيعَةَ أَنَّ يَوْمًا
عَلَيْهَا مِثْلَ يَوْمِكَ لَا يَعُودُ
وَكَانَ الرَّشِيدُ إِذَا سَمِعَ هَذِهِ الْمَرْثِيَّةَ بَكَى، وَكَانَ يَسْتَجِيدُهَا وَيَسْتَحْسِنُهَا.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْإِمَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بِبَغْدَاذَ،