(وَفِيهَا جَمَعَ الْحَكَمُ صَاحِبُ الْأَنْدَلُسِ عَسَاكِرَهُ، وَسَارَ إِلَى عَمِّهِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهُوَ بِنَاحِيَةِ فِرِّيشَ، فَقَاتَلَهُ، فَانْهَزَمَ سُلَيْمَانُ، وَقَصَدَ مَارِدَةَ، فَتَبِعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ عَسْكَرِ الْحَكَمِ فَأَسَرُوهُ، فَلَمَّا حَضَرَ عِنْدَ الْحَكَمِ قَتَلَهُ، وَبَعَثَ بِرَأْسِهِ إِلَى قُرْطُبَةَ، وَكَتَبَ إِلَى أَوْلَادِ سُلَيْمَانَ وَهُمْ بِسَرَقُسْطَةَ كِتَابَ أَمَانٍ، وَاسْتَدْعَاهُمْ، فَحَضَرُوا عِنْدَهُ بِقُرْطُبَةَ) .
وَفِيهَا وَقَعَتْ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ صَاعِقَةٌ قَتَلَتْ رَجُلَيْنِ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِيهَا مَنْصُورُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [بْنِ مُحَمَّدِ] بْنِ عَلِيٍّ.
وَفِيهَا مَاتَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَلَمْ يَكُنْ سَقَطَ لَهُ سِنٌّ، وَقِيلَ كَانَتْ أَسْنَانُهُ قِطْعَةً وَاحِدَةً مِنْ أَسْفَلَ وَقِطْعَةً وَاحِدَةً مِنْ فَوْقٍ، وَهُوَ قُعْدُدُ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ ; لِأَنَّهُ كَانَ فِي الْقُرْبِ إِلَى عَبْدِ مَنَافٍ بِمَنْزِلَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَبَيْنَ مَوْتِهِمَا مَا يَزِيدُ عَلَى مِائَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً.