وَلَلْبَدْرِ مِنْ بَيْنِ الْكَوَاكِبِ قَدْ هَوَى
وَلَلشَّمْسِ هَمَّتْ بَعْدَهُ بِكُسُوفِ ... فَيَا شَجَرَ الْخَابُورِ مَا لَكَ
مُورِقًا كَأَنَّكَ لَمْ تَجْزَعْ عَلَى ابْنِ طَرِيفِ ... فَتًى لَا يُحِبُّ الزَّادَ إِلَّا مِنَ التُّقَى
وَلَا الْمَالَ إِلَّا مِنْ قَنَا وَسُيُوفِ ... وَلَا الْخَيْلَ إِلَّا كُلَّ جَرْدَاءَ شَطَبَةٍ
وَكُلَّ حِصَانٍ بِالْيَدَيْنِ عَرُوفِ ... فَلَا تَجْزَعَا يَا ابْنَيْ طَرِيفٍ فَإِنَّنِي
أَرَى الْمَوْتَ نَزَّالًا بِكُلِّ شَرِيفِ ... فَقَدْنَاكَ فُقْدَانَ الرَّبِيعِ فَلَيْتَنَا
فَدَيْنَاكَ مِنْ دَهْمَائِنَا بِأُلُوفِ.
وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي قَتْلِ الْوَلِيدِ وَرِفْقِ يَزِيدَ فِي قِتَالِهِ مِنْ قَصِيدَةِ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ:
يَفْتَرُّ عِنْدَ افْتِرَارِ الْحَرْبِ ... مُبْتَسِمًا إِذَا تَغَيَّرَ وَجْهُ الْفَارِسِ الْبَطَلِ
مُوفٍ عَلَى مُهَجٍ فِي يَوْمِ ذِي رَهَجٍ ... كَأَنَّهُ أَجَلٌ يَسْعَى إِلَى أَمَلِ
يَنَالُ بِالرِّفْقِ مَا يَعْيَا الرِّجَالُ بِهِ ... كَالْمَوْتِ مُسْتَعْجِلًا يَأْتِي عَلَى مَهَلِ
(وَهِيَ حَسَنَةٌ جِدًّا) .
ذِكْرُ غَزْوِ الْفِرِنْجِ وَالْجَلَالِقَةِ بِالْأَنْدَلُسِ
فِيهَا سَيَّرَ هِشَامٌ صَاحِبُ الْأَنْدَلُسِ عَسْكَرًا مَعَ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُغِيثٍ إِلَى بِلَادِ الْفِرِنْجِ، فَغَزَا أَلَبَةَ، وَالْقِلَاعَ، فَغَنِمَ وَسَلِمَ.