وَضَعْتُ أَرْبَعَةَ آلَافِ حَدِيثٍ حَلَّلْتُ فِيهَا الْحَرَامَ، وَحَرَّمْتُ فِيهَا الْحَلَالَ، وَاللَّهِ لَقَدْ فَطَّرْتُكُمْ يَوْمَ صَوْمِكُمْ، وَصَوَّمْتُكُمْ يَوْمَ فِطْرِكُمْ، فَقُتِلَ.
وَوَرَدَ كِتَابُ الْمَنْصُورِ إِلَى مُحَمَّدٍ يَأْمُرُهُ بِالْكَفِّ عَنْهُ، فَوَصَلَ وَقَدْ قَتَلَهُ فَلَمَّا بَلَغَ قَتْلُهُ غَضِبَ، وَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُقِيدَهُ بِهِ! ثُمَّ أَحْضَرَ عَمَّهُ عِيسَى بْنَ عَلِيٍّ وَقَالَ لَهُ: هَذَا عَمَلُكَ، أَنْتَ أَشَرْتَ بِتَوْلِيَةِ هَذَا الْغُلَامِ الْغِرِّ، قَتَلَ فُلَانًا بِغَيْرِ أَمْرِي، وَقَدْ كَتَبْتُ بِعَزْلِهِ، وَتَهَدَّدَهُ.
فَقَالَ لَهُ عِيسَى: إِنَّ مُحَمَّدًا إِنَّمَا قَتَلَهُ عَلَى الزَّنْدَقَةِ، فَإِنْ كَانَ أَصَابَ فَهُوَ لَكَ، وَإِنْ أَخْطَأَ فَعَلَيْهِ، وَلَئِنْ عَزَلْتَهُ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ لَيَذْهَبَنَّ بِالثَّنَاءِ وَالذِّكْرِ، وَلَتَرْجِعَنَّ بِالْمَقَالَةِ مِنَ الْعَامَّةِ عَلَيْكَ، فَمَزَّقَ الْكِتَابَ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَنْكَرَتِ الْخَوَارِجُ الصُّفْرِيَّةُ الْمُجْتَمِعَةُ بِمَدِينَةِ سِجِلْمَاسَةَ عَلَى أَمِيرِهِمْ عِيسَى بْنِ جَرِيرٍ أَشْيَاءَ، فَشَدُّوهُ وَثَاقًا، وَجَعَلُوهُ عَلَى رَأْسِ الْجَبَلِ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى مَاتَ، وَقَدَّمُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَبَا الْقَاسِمِ سِمْكُو بْنَ وَاسُولَ الْمِكْنَاسِيَّ جَدَّ مِدْرَارٍ.
(وَفِيهَا وُلِدَ أَبُو سِنَانٍ الْفَقِيهُ الْمَالِكِيُّ بِمَدِينَةِ الْقَيْرَوَانِ مِنْ إِفْرِيقِيَّةَ) ، وَفِيهَا عُزِلَ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ الْمَدِينَةِ وَاسْتُعْمِلَ عَلَيْهَا عَمُّهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ.
وَكَانَ عَلَى مَكَّةَ وَالطَّائِفِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، (وَعَلَى الْكُوفَةِ عَمْرُو بْنُ زُهَيْرٍ) ، وَعَلَى الْبَصْرَةِ الْهَيْثَمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَعَلَى مِصْرَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَلَى إِفْرِيقِيَّةَ يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ، وَعَلَى الْمَوْصِلِ خَالِدُ بْنُ بَرْمَكٍ، وَقِيلَ: مُوسَى بْنُ كَعْبِ بْنِ سُفْيَانَ الْخَثْعَمِيُّ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ مَاتَ مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ الْكُوفِيُّ الْهِلَالِيُّ.