فَخَرَجَ حَتَّى وَرَدَ حَضْرَمَوْتَ، فَبَايَعَهُ أَبُو حَمْزَةَ عَلَى الْخِلَافَةِ، دَعَا إِلَى خِلَافِ مَرْوَانَ وَآلِ مَرْوَانَ. وَكَانَ أَبُو حَمْزَةَ اجْتَازَ مَرَّةً بِمَعْدِنِ بَنِي سُلَيْمٍ، وَالْعَامِلُ عَلَيْهِ كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَسَمِعَ كَلَامَ أَبِي حَمْزَةَ فَجَلَدَهُ أَرْبَعِينَ سَوْطًا، فَلَمَّا مَلَكَ أَبُو حَمْزَةَ الْمَدِينَةَ وَافْتَتَحَهَا تَغَيَّبَ كَثِيرٌ حَتَّى كَانَ مِنْ أَمْرِهِمَا مَا كَانَ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ سَيَّرَ مَرْوَانُ يَزِيدَ بْنَ هُبَيْرَةَ إِلَى الْعِرَاقِ لِقِتَالِ مَنْ بِهِ مِنَ الْخَوَارِجِ فِي قَوْلٍ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَهُوَ عَامِلُ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ.
وَكَانَ بِالْعِرَاقِ عُمَّالُ الضَّحَّاكِ الْخَارِجِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعَلَى قَضَاءِ الْبَصْرَةِ: ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، وَبِخُرَاسَانَ: نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ، وَالْفِتْنَةُ بِهَا قَائِمَةٌ. [الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا مَاتَ عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ صَاحِبُ الْقِرَاءَاتِ. وَيَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ الثَّقَفِيُّ الْمَدَنِيُّ. وَفِيهَا تُوُفِّيَ جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ، وَكَانَ مِنْ غُلَاةِ الشِّيعَةِ يَقُولُ بِالرَّجْعَةِ. وَفِيهَا مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ تَدْرُسَ أَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ.