خِنْزِيرٍ، قَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ عِنْدَ الْأَعْمَشِ. فَقَالَ: وَأَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي لَأَقْرَأَنَّهَا عَلَى رَغْمِ أَنْفِكَ.
قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَوْ جَاءَتْ كُلُّ أَمَةٍ بِخَبِيثِهَا وَجِئْنَا بِالْحَجَّاجِ لَغَلَبْنَاهُمْ. قَالَ مَنْصُورٌ: سَأَلْنَا إِبْرَاهِيمَ الشُّجَاعِيَّ، عَنِ الْحَجَّاجِ فَقَالَ: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18] ؟ قَالَ الشَّافِعِيُّ: بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ قَالَ لِلْحَجَّاجِ: مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَهُوَ عَارِفٌ بِعُيُوبِ نَفْسِهِ، فَعِبْ نَفْسَكَ وَلَا تَخْبَأْ مِنْهَا شَيْئًا. قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا لَجُوجٌ حَقُودٌ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِذًا بَيْنَكَ وَبَيْنَ إِبْلِيسَ نَسَبٌ. فَقَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا رَآنِي سَالَمَنِي.
قَالَ الْحَسَنُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ ائْتَمَنْتُهُمْ فَخَانُونِي، وَنَصَحْتُهُمْ فَغَشُّونِي، اللَّهُمَّ فَسَلِّطْ عَلَيْهِمْ غُلَامَ ثَقِيفٍ يَحْكُمُ فِي دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ بِحُكْمِ الْجَاهِلِيَّةِ! فَوَصَفَهُ وَهُوَ يَقُولُ: الزَّيَّالُ، مُفَجِّرُ الْأَنْهَارِ، يَأْكُلُ خُضْرَتَهَا، وَيَلْبَسُ فَرْوَتَهَا. قَالَ الْحَسَنُ: هَذِهِ وَاللَّهِ صِفَةُ الْحَجَّاجِ.
قَالَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ: قَالَ عَلِيٌّ لِرَجُلٍ: لَا تَمُوتُ حَتَّى تُدْرِكَ فَتَى ثَقِيفٍ، قِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا فَتَى ثَقِيفٍ؟ قَالَ: لَيُقَالَنَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: اكْفِنَا زَاوِيَةً مِنْ زَوَايَا جَهَنَّمَ، رَجُلٌ يَمْلِكُ عِشْرِينَ أَوْ بِضْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً، لَا يَدَعُ لِلَّهِ مَعْصِيَةً إِلَّا ارْتَكَبَهَا حَتَّى لَوْ لَمْ تَبْقَ إِلَّا مَعْصِيَةٌ وَاحِدَةٌ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَهَا بَابٌ مُغْلَقٌ لَكَسَرَهُ حَتَّى يَرْتَكِبَهَا، يَقْتُلُ بِمَنْ أَطَاعَهُ مَنْ عَصَاهُ.
وَقِيلَ: أُحْصِيَ مَنْ قَتَلَهُ الْحَجَّاجُ صَبْرًا فَكَانُوا مِائَةَ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا. وَقِيلَ: إِنِ الْحَجَّاجَ مَرَّ بِخَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ يَخْطُرُ فِي مِشْيَتِهِ، فَقَالَ رَجُلٌ لِخَالِدٍ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ خَالِدٌ؟ بَخٍ بَخٍ! هَذَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ. فَسَمِعَهَا الْحَجَّاجُ فَرَجَعَ وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا يَسُرُّنِي