وَأَفْلَتَنَا يَوْمَ السُّكَيْرِ ابْنُ جَنْدَلٍ ... عَلَى سَابِحٍ عُوجِ اللَّبَانِ مُثَابِرِ
وَنَحْنُ كَرَرْنَا الْخَيْلَ قِدْمًا شَوَاذِبًا ... دِقَاقَ الْهَوَادِي دَامِيَاتِ الدَّوَائِرِ
وَقَالَ ابْنُ صَفَّارٍ:
صَبَحْنَاكُمْ بِهِنَّ عَلَى سُكَيْرٍ ... وَلَاقَيْتُمْ هُنَاكَ الْأَقْوَرِينَا
يَوْمُ الْمَعَارِكِ
وَالْمَعَارِكُ بَيْنَ الْحَضْرِ وَالْعَتِيقِ مِنْ أَرْضِ الْمَوْصِلِ، اجْتَمَعَتْ تَغْلِبُ بِهَذَا الْمَكَانِ فَالْتَقَوْا هُمْ وَقَيْسٌ، فَاقْتَتَلُوا بِهِ فَاشْتَدَّ قِتَالُهُمْ، فَانْهَزَمَتْ تَغْلِبُ، وَقَالَ ابْنُ صَفَّارٍ:
وَلَقَدْ تَرَكْنَا بِالْمَعَارِكِ مِنْكُمُ ... وَالْحَضْرِ وَالثَّرْثَارِ أَجْسَادًا جُثَا
فَيُقَالُ: إِنَّ يَوْمَ الْمَعَارِكِ وَالْحَضْرِ وَاحِدٌ، هَزَمُوهُمْ إِلَى الْحَضْرِ، وَقَتَلُوا مِنْهُمْ بَشَرًا كَثِيرًا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُمَا يَوْمَانِ كَانَا لِقَيْسٍ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
[يَوْمُ لِبَّى]
وَالْتَقَوْا أَيْضًا بِلِبَّى فَوْقَ تَكْرِيتَ مِنْ أَرْضِ الْمَوْصِلِ، فَتَنَاصَفُوا، فَقَيْسٌ تَقُولُ: كَانَ الْفَضْلُ لَنَا، وَتَغْلِبُ تَقُولُ: كَانَ الْفَضْلُ لَنَا.
يَوْمُ الشَّرْعَبِيَّةِ
ثُمَّ الْتَقَوْا بِالشَّرْعَبِيَّةِ، وَعَلَى قَيْسٍ عُمَيْرُ بْنُ الْحُبَابِ، وَعَلَى تَغْلِبَ وَأَلْفَافِهَا ابْنُ هَوْبَرٍ، فَكَانَ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ شَدِيدٌ، قُتِلَ يَوْمَئِذٍ عَمَّارُ بْنُ الْمُهَزَّمِ السُّلَمِيُّ، وَكَانَ لِتَغْلِبَ عَلَى قَيْسٍ، قَالَ الْأَخْطَلُ:
وَلَقَدْ بَكَى الْجَحَّافُ لَمَّا أَوْقَعَتْ ... بِالشَّرْعَبِيَّةِ إِذْ رَأَى الْأَهْوَالَا