وَقَتِلَ مِنَ الْمَوَالِي سُلَيْمَانُ مَوْلَى الْحُسَيْنِ، قَتَلَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَوْفٍ الْحَضْرَمِيُّ، وَقُتِلَ مُنْجِحٌ مَوْلَى الْحُسَيْنِ أَيْضًا، وَقُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُقْطُرٍ رَضِيعُ الْحُسَيْنِ.

قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اللَّيْلَةَ الَّتِي قُتِلَ فِيهَا الْحُسَيْنُ وَبِيَدِهِ قَارُورَةٌ وَهُوَ يَجْمَعُ فِيهَا دَمًا.

فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذِهِ دِمَاءُ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ أَرْفَعُهَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى.

فَأَصْبَحَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَعْلَمَ النَّاسَ بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ وَقَصِّ رُؤْيَاهُ، فَوُجِدَ قَدْ قُتِلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ.

وَرُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَعْطَى أُمَّ سَلَمَةَ تُرَابًا مِنْ تُرْبَةِ الْحُسَيْنِ حَمَلَهُ إِلَيْهِ جِبْرَائِيلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأُمِّ سَلَمَةَ: إِذَا صَارَ هَذَا التُّرَابُ دَمًا فَقَدْ قُتِلَ الْحُسَيْنُ. فَحَفِظَتْ أُمُّ سَلَمَةَ ذَلِكَ التُّرَابَ فِي قَارُورَةٍ عِنْدَهَا، فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ صَارَ التُّرَابُ دَمًا، فَأَعْلَمَتِ النَّاسَ بِقَتْلِهِ أَيْضًا.

وَهَذَا يَسْتَقِيمُ عَلَى قَوْلِ مَنْ يَقُولُ أُمُّ سَلَمَةَ تُوُفِّيَتْ بَعْدَ الْحُسَيْنِ.

ثُمَّ إِنَّ ابْنَ زِيَادٍ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ سَعْدٍ بَعْدَ عَوْدِهِ مِنْ قَتْلِ الْحُسَيْنِ: يَا عُمَرُ ائْتِنِي بِالْكِتَابِ الَّذِي كَتَبْتُهُ إِلَيْكَ فِي قَتْلِ الْحُسَيْنِ.

قَالَ: مَضَيْتُ لِأَمْرِكَ وَضَاعَ الْكِتَابُ.

قَالَ: لِتَجِئْنِي بِهِ.

قَالَ: ضَاعَ.

قَالَ: لِتَجِئْنِي بِهِ. قَالَ: تُرِكَ وَاللَّهِ يُقْرَأُ عَلَى عَجَائِزِ قُرَيْشٍ بِالْمَدِينَةِ اعْتِذَارًا إِلَيْهِنَّ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ نَصَحْتُكَ فِي الْحَسَنِ نَصِيحَةً لَوْ نَصَحْتُهَا أَبِي سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ لَكُنْتُ قَدْ أَدَّيْتَ حَقَّهُ.

فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ زِيَادٍ، أَخُو عُبَيْدِ اللَّهِ: صَدَقَ وَاللَّهِ! لَوَدِدْتُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ بَنِي زِيَادٍ رَجُلٌ إِلَّا وَفِي أَنْفِهِ خِزَامَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَأَنَّ الْحُسَيْنَ لَمْ يُقْتَلْ! فَمَا أَنْكَرَ ذَلِكَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ. آخِرُ الْمَقْتَلِ.

ذِكْرُ مَقْتَلِ أَبِي بِلَالٍ مِرْدَاسِ بْنِ حُدَيْرٍ الْحَنْظَلِيِّ

قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ سَبَبِ خُرُوجِهِ وَتَوْجِيهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْعَسَاكِرَ إِلَيْهِ فِي أَلْفَيْ رَجُلٍ فَالْتِقَائِهِمْ بِآسَكَ وَهَزِيمَةِ عَسْكَرِ ابْنِ زِيَادٍ، فَلَمَّا هَزَمَهُمْ أَبُو بِلَالٍ وَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ زِيَادٍ، أَرْسَلَ إِلَيْهِ ثَلَاثَةَ آلَافٍ عَلَيْهِمْ عَبَّادُ بْنُ الْأَخْضَرِ، وَالْأَخْضَرُ زَوْجُ أُمِّهِ، نُسِبَ إِلَيْهِ، وَهُوَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015