وَقِيلَ: إِنَّ عُمَرَ أَرْسَلَ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ إِلَى رَأْسِ عَيْنٍ بَعْدَ وَفَاةِ عِيَاضٍ.
وَقِيلَ: إِنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ حَضَرَ فَتْحَ الْجَزِيرَةِ مَعَ عِيَاضٍ وَدَخَلَ حَمَّامًا بِآمِدٍ فَاطَّلَى بِشَيْءٍ فِيهِ خَمْرٌ فَعَزَلَهُ عُمَرُ.
وَقِيلَ: إِنَّ خَالِدًا لَمْ يَسِرْ تَحْتَ لِوَاءِ أَحَدٍ غَيْرِ أَبِي عُبَيْدَةَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَلَمَّا فَتَحَ عِيَاضٌ سُمَيْسَاطَ بَعَثَ حَبِيبَ بْنَ مَسْلَمَةَ إِلَى مَلَطْيَةَ فَفَتَحَهَا عَنْوَةً، ثُمَّ نَقَضَ أَهْلُهَا الصُّلْحَ، فَلَمَّا وَلِيَ مُعَاوِيَةُ الشَّامَ وَالْجَزِيرَةَ وَجَّهَ إِلَيْهَا حَبِيبَ بْنَ مَسْلَمَةَ أَيْضًا فَفَتَحَهَا عَنْوَةً وَرَتَّبَ فِيهَا جُنْدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَعَ عَامِلِهَا.
فِي هَذِهِ السَّنَةِ، وَهِيَ سَنَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ، عُزِلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ التَّقَدُّمِ عَلَى الْجُيُوشِ وَالسَّرَايَا.
وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ أَدْرَبَ هُوَ وَعِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ، فَأَصَابَا أَمْوَالًا عَظِيمَةً، وَكَانَا تَوَجَّهَا مِنَ الْجَابِيَةِ مَرْجِعَ عُمَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَعَلَى حِمْصَ أَبُو عُبَيْدَةَ، وَخَالِدٌ تَحْتَ يَدِهِ عَلَى قِنَّسْرِينَ، وَعَلَى الْأُرْدُنِّ مُعَاوِيَةُ، وَعَلَى فِلَسْطِينَ عَلْقَمَةُ بْنُ مُجَزِّزٍ، وَعَلَى السَّاحِلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ، فَبَلَغَ النَّاسَ مَا أَصَابَ خَالِدٌ فَانْتَجَعَهُ رِجَالٌ، وَكَانَ مِنْهُمُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، فَأَجَازَهُ بِعَشَرَةِ آلَافٍ.
وَدَخَلَ خَالِدٌ الْحَمَّامَ، فَتَدَلَّكَ بِغُسْلٍ فِيهِ خَمْرٌ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَدَلَّكْتَ بِخَمْرٍ، وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ ظَاهِرَ الْخَمْرِ وَبَاطِنَهُ وَمَسَّهُ، فَلَا تُمِسُّوهَا أَجْسَادَكُمْ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ خَالِدٌ: إِنَّا قَتَلْنَاهَا فَعَادَتْ غَسُولًا غَيْرَ خَمْرٍ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: إِنَّ آلَ الْمُغِيرَةِ ابْتُلُوا بِالْجَفَاءِ فَلَا أَمَاتَكُمُ اللَّهُ عَلَيْهِ.
فَلَمَّا فَرَّقَ خَالِدٌ فِي الَّذِينَ انْتَجَعُوهُ الْأَمْوَالَ سَمِعَ بِذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَكَانَ لَا