ج-النص والتعيين: ليس كل جمال في هذا الكون الفسيح، مما يدركه الإنسان، دون أن يساعده في تعينه وحي من السماء، فإن الكون أوسع من أن يحيطه الإنسان بعقله المحدود، وقد يخفي عليه وجه الجمال في شيء من الأشياء لا لخلل يرجع إلى الشيء نفسه، أو كونه فاقدا للتناسق والتنظيم، ولكن لكون الإنسان عاجزا عن إدراكه، وقاصرا عن الإحاطة به، ولعل مجال الجمال المعنوي أكبر دليل على ذلك، إذ لو لم يتم النص عليه والتعيين له بالوحي، لما أدركه الإنسان، ولظل جاهلا دهرا طويلا بمجال رحب للجمال الذي لا غنى له عنه. وسيأتي تفصيل ذلك في الفقرة التالية: