وأما شموله للحيوان، فلأن الإنسان مأمور بعدم ظلمه وإيذائه، سواء كان بحبس أو تجويع أو تحميل له فوق طاقته أو غير ذلك، وقد دخلت امرأة النار في هرة، حبستها من غير أن تطعمها أو تخلي سبيلها فتأكل من حشاش الأرض ودخل رجل الجنة في كلبٍ وجده يلهث ويأكل التراب من شدة العطش، فنزل في البئر، فملأ خفّه ماء، فسقاه، فشكر الله له، وأدخله الجنة فالحيوان وإن كان لا يستطيع هو بنفسه أن يحقق العدل في حياته - لعدم تكليفه حيث لا يعقل الخطاب عن المكلف - إلا أن الذين يعيشون معه مطالبون بالعدل معه، والكف عن أذيته.