طبّق المسلمون "العدل" في أعلى صوره، بدءًا برسول الله، الذي حكى عنه القرآن قوله: {إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} فقد وضع نفسه في مصاف مرتبة البشر، ولم يحمله شرفه العظيم للامتياز عن الناس تبريرًا لأخذ حقوقهم من غير وجه حق، بل كان نموذجًا رائعًا في إقامة العدل، حتى على نفسه الكريمة رغم كونه نبي الله ورسوله. فقد رُوى أن «أسيد بن حضير - رضي الله عنه - كان رجلا صالحا ضاحكا مليحا، فبينما هو عند رسول الله، يحدث القوم ويضحكهم، طعن رسول الله في خاصرته، فقال: أوجعتني. قال صلى الله عليه وسلم: "اقتص" قال: يا رسول الله إن عليك قميصا، ولم يكن عليّ قميص. قال: فرفع رسول الله قميصه، فاحتضنه، ثم جعل يقبل كشحه، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أردت هذا» وهذا من أروع الأمثلة على العدل، الذي سيظلّ يعجز عن تحقيقه أعظم الزعماء إنصافًا مع رعاياه عبر القرون والأجيال. ومثال آخر في تطبيق العدل في الإسلام، عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أمير المؤمنين، الذي لم تزد قيمة شهادته على شهادة غيره من الناس لمجرد كونه أميرًا. فقد روي عنه أنه كان يمر ليلًا - على عادته - ليتفقد أحوال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015