قال: هذا حديث حسن (?) .
وإنما كانت هذه السور الثلاث أخص بالقيامة، لما فيها من انشقاق السماء وانفطارها، وتكور شمسها وانكدار نجومها، وتناثر كواكبها، إلى غير ذلك من أفزاعها وأهوالها، وخروج الخلق من قبورهم إلى سجونهم أو قصورهم، بعد نشر صحفهم، وقراءة كتبهم، وأخذها بأيمانهم وشمائلهم، أو من وراء ظهورهم في موقفهم على ما يأتي بيانه.
قال الله تعالى: (إذا السماء انشقت) [الانشقاق: 1] . وقال (إذا السماء انفطرت) [الانفطار: 1] ، وقال: (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ) [الفرقان: 25] ، فتراها واهية منفطرة متشققة، كقوله تعالى: (وفتحت أبواب السماء فكانت أبواباً) [النبأ: 19] ، ويكون الغمام سترة بين السماء والأرض، وقيل إن الباء بمعنى عن، أي: تشقق عن سحاب أبيض، ويقال: انشقاقها لما يخلص إليها من حر جهنم، وذلك إذا بطلت المياه، وبرزت النيران، فأول ذلك أنها تصير حمراء صافية كالدهن، وتتشقق لما يريد الله من نقض هذا العالم، ورفعه. وقد قيل: إن السماء تتلون، فتصفر، ثم تحمر، أو تحمر، ثم تصفر، كالمهرة تميل في الربيع إلى الصفرة، فإذا اشتد الحر مالت إلى الحمرة، ثم إلى الغبرة، قاله الحليمي.
وقوله تعالى: (إذا الشمس كورت) [التكوير: 1] ، قال ابن عباس رضي الله عنه: