أحياء، وما ينمو فيها من نبات، فإنها تجمع وتكوَّر، ويذهب ضوؤها، كما قال تعالى: (إذا الشمس كورت) [التكوير: 1] ، والتكوير عند العرب: جمع الشيء بعضه على بعض، ومنه تكوير العمامة، وجمع الثياب بعضها على بعض، وإذا جمع بعض الشمس على بعض، ذهب ضوؤها ورمى بها.
أما القمر الذي نراه في أول كل شهر هلالاً، ثم يتكامل ويتنامى، حتى يصبح بدراً جميلاً بديعاً، يتغنى بجماله الشعراء، ويؤنس المسافرين حين يسيرون في الليل، فإنه يخسف ويذهب ضوؤه (فإذا برق البصر - وخسف القمر) [القيامة: 7-8] .
أما تلك النجوم المتناثرة في القبة السماوية الزرقاء، فإن عقدها ينفرط، فتتناثر وتنكدر (وإذا الكواكب انتثرت) [الانفطار: 2] ، (وإذا النجوم انكدرت) [التكوير: 2] ، والانكدار، الانتثار، وأصله في لغة العرب: الانصباب (?) .
المطلب السادس
تفسير القرطبي للنصوص الواصفة لأهوال يوم القيامة
قال القرطبي: " روى الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سره أن ينظر إلى يوم القيامة فليقرأ: (إذا الشمس كورت) [التكوير: 1] ، (إذا السماء انفطرت) [الانفطار: 1] ، (إذا السماء انشقت) [الانشقاق: 1] .