المَبحَث الثاني

أدلّة البَعث والنشُور

الإيمان بالمعاد أوجبه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ودلا عليه دلالة قاطعة، والقرآن كله من فاتحته إلى خاتمته مملوء بذكر أحوال اليوم الآخر، وتفاصيل ما فيه، وتقرير ذلك بالأخبار الصادقة والأمثال المضروبة للاعتبار والإرشاد، وكما ذكر القرآن الأدلة عليه، رد على منكريه، وبيَّن كذبهم وافتراءَهم.

والفطرة السليمة تدلُّ عليه وتهدي إليه، ولا صحة لما يزعمه الضالون من أن العقول تنفي وقوع البعث والنشور، فإن العقول لا تمنع وقوعه، والأنبياء لا يأتون بما تحيل العقول وقوعه، وإن جاؤوا بما يحيِّر العقول، ولذلك قال علماؤنا: الشرائع تأتي بمحارات العقول، لا بمحالات العقول.

وسنذكر الأدلة المثبتة للبعث والنشور التي استخلصناها من الكتاب الكريم.

أولاً: إخبار العليم الخبير بوقوع القيامة:

أعظم الأدلة الدالة على وقوع المعاد إخبار الحق تبارك وتعالى بذلك، فمن آمن بالله، وصدَّق برسوله الذي أرسل، وكتابه الذي أنزل فلا مناص له من الإيمان بما أخبرنا به من البعث والنشور، والجزاء والحساب، والجنة والنار.

وقد نَوَّع الحق تبارك وتعالى أساليب الإخبار ليكون أوقع في النفوس وآكد في القلوب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015