أنواع النفوس

أخبرنا الحق أن النفوس ثلاثة أنواع: النفس الأمارة بالسوء: (إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ) [يوسف: 53] ، والنفس اللوامة: (وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) [القيامة: 2] ، والنفس المطمئنة: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ - ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً - فَادْخُلِي فِي عِبَادِي - وَادْخُلِي جَنَّتِي) [الفجر: 27-30] ، وليس المراد أن لكل إنسان ثلاثة نفوس، وإنما المراد أن هذه صفات وأحوال لذات واحدة، فإذا غلب على النفس هواها بفعلها للذنوب والمعاصي فهي النفس الأمارة بالسوء، والنفس اللوامة هي التي تذنب وتتوب، سميت لوامة، لأنها تلوم صاحبها على الذنوب، ولأنها تتلوم، أي: تترد بين فعل الخير والشر، والنفس المطمئنة هي التي تحب الخير والحسنات وتريدها، وتبغض الشر والسيئات وتكره ذلك، وقد صار ذلك لها خلقاً وعادة وملكة (?) .

وقال شارح الطحاوية بعد أن ذكر أنواع النفوس: " والتحقيق: أنها نفس واحدة، لها صفات، فهي أمارة بالسوء، فإذا عارضها الإيمان صارت لوامة، تفعل الذنب ثم تلوم صاحبها، وتلوم بين الفعل والترك، فإذا قوي الإيمان صارت مطمئنة " (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015