المطلب الثالث

نماذج من عظات الواعظين

وعظ الله رسوله بالموت فقال: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ) [الزمر: 30] ، وفي الحديث الذي يرويه الطبراني في الأوسط، وأبو نعيم في الحلية، والحاكم في مستدركه، وغيرهم عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتاني جبريل، فقال: يا محمد، عش ما شئت، فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزى به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس " (?) .

وقد سقنا كثيراً من النصوص التي وعظنا الله ورسوله فيها بالموت، وقد كان هذا دأب الصالحين يعظون أنفسهم بالموت، ويعظون الناس به، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل " رواه البخاري في ترجمة باب: الأمل وطوله (?) .

ومن عظات العلماء ما جاء في تذكرة القرطبي: " تفكر يا مغرور في الموت وسكرته، وصعوبة كأسه ومرارته، فيا للموت من وعد ما أصدقه، ومن حاكم ما أعدله، كفى بالموت مفزعاً للقلوب، ومبكياً للعيون، ومفرقاً للجماعات، وهادماً للذات، وقاطعاً للأمنيات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015