عِظَة المَوت
المطلب الأول
الموت أعظم واعظ
سقنا إليك طرفاً من النصوص التي تحدث عن الموت وسكراته، والقبر وأهواله، والعاقل من اعتبر، فإن الموت أكبر واعظ، وقد قيل لبعض الزهاد: ما أبلغ العظات؟ قال: النظر إلى الأموات (?) ، وقد أحسن القرطبي في وصف الموت حيث يقول: " اعلم أن الموت هو الخطب الأفظع، والأمر الأشنع، والكأس الذي طعمهما أكره وأبشع، وأنه الأهذم للذات، والأقطع للراحات، والأجلب للكريهات، فإن أمراً يقطع أوصالك، ويفرق أعضاءك، ويهدم أركانك، لهو الأمر الفظيع، والخطب الجسيم، وإن يومه لهو اليوم العظيم " (?) .
المطلب الثاني
التفكر في الموت
كما أن الحياة آية من آيات الله فالموت كذلك آية أخرى تضاد الحياة، ولكنها لا تقل عنها عجباً، (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [البقرة: 28] .