القيامه الصغري (صفحة 210)

إن الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن حذيفة صريح في أن خروج النار التي تحشر الناس من اليمن هي آخر الآيات، فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم الآيات العشر الكبرى، وقال في الآية العاشرة وهي النار: " وآخر ذلك نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم " (?) .

وتبقى ست آيات: طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، والدخان، والخسوف الثلاثة: الخسف الذي بالمشرق، والآخر الذي بالمغرب، والثالث الذي بجزيرة العرب، أما طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، فتكونان بعد نزول عيسى وقتله الدجال، وإهلاك يأجوج ومأجوج في عهده، وبعد فساد الناس ودروس الإسلام وقبل خروج النار التي تحشر الناس، ولكن أيهما أسبق: خروج الشمس، أم خروج الدابة؟ ذلك ما لا نستطيع الجزم به بسبب عدم جزم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك، ففي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على إثرها قريباً " (?) .

ولا يجوز الاستدلال بهذا الحديث على أن طلوع الشمس يكون قبل خروج الدجال ونزول عيسى وخروج يأجوج ومأجوج، لقوله: أول الآيات خروجاً طلوع الشمس.. " فالذي يترجح من الأخبار أن خروج الدجال أول الآيات العظام المؤذنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض، وينتهي ذلك بموت عيسى ابن مريم، وأن طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات العظام المؤذنة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015