وقد اطلعت على كثير من أحاديثه فرأيتها كما قال الشوكاني وغيره، وكما قال ابن القيم وغيره: فيها الصحيح، وفيها الحسن، وفيها الضعيف المنجبر، وفيها أخبار موضوعة، ويكفينا من ذلك ما استقام سنده، سواء كان صحيحاً لذاته أو لغيره، وسواء كان حسناً لذاته أو لغيره، وهكذا الأحاديث الضعيفة إذا انجبرت وشدَّ بعضها بعضاً، فإنها حجة عند أهل العلم..، والحق أن الجمهور من أهل العلم - بل هو كالاتفاق - على ثبوت أمر المهدي، وأنه حق، وأنه سيخرج في آخر الزمان، أما من شذ عن أهل العلم في هذا الباب فلا يلتفت إلى كلامه في ذلك " (?) .
وقد أحصى فضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد عدد الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي فبلغوا ستة وعشرين صحابياً، وأحصى كتب السنة التي أخرجت هذه الأحاديث، فبلغت ستة وثلاثين كتاباً فقد أخرجه أصحاب السنن الأربعة، وأحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه وغيرهم (?) .
وقد جمع هذه الأحاديث كثير من العلماء في مؤلفات خاصة، وبينوا طرقها وتكلموا على أسانيدها، منهم أبو بكر بن أبي خيثمة زهير بن حرب على ما ذكره ابن خلدون، ومنهم الحافظ أبو نعيم، ولخص الحافظ السيوطي ما أورده أبو نعيم في كتابه ((العرف الوردي في أخبار المهدي)) وزاد عليه، وهو مطبوع في ضمن كتابه الحاوي للفتاوي، ومنهم الحافظ ابن كثير أفرد في ذكر المهدي جزءاً على حدة كما