القيامه الصغري (صفحة 195)

فتنَة الأحلاس وَفتنَة الدَهماء، وفتنَة الدهيماء

عن عبد الله بن عمر قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قعوداً نذكر الفتن، فأكثر من ذكرها، حتى ذكر فتنة الأحلاس، فقال قائل: وما فتنة الأحلاس؟ قال: هي فتنة هرب وحَرَب، ثمَّ فتنة السراء، دخلها أو دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي، يزعم أنه مني، وليس مني، وإنما وليي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كَوَرِك على ضِلَع، ثم فتنة الدهيماء، لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته، فإذا قيل انقطعت تمادت، يصبح الرجل فيها مؤمناً، ويمسي كافراً، حتى يصير الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، إذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من اليوم أو غد " (?) .

والأحلاس جمع حلس، وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب، شبهت به الفتنة لملازمتها للناس حين تنزل بهم كما يلازم الحلس ظهر البعير، وقد قال الخطابي: يحتمل أن تكون هذه الفتنة شبهت بالأحلاس لسواد لونها وظلمتها.

والحَرَب بفتح الراء: ذهاب المال والأهل، يقال: حَرِب الرجل فهو حريب فلان إذا سلب ماله وأهله.

والسراء النعمة التي تسر الناس من وفرة المال والعافية، وأضيفت الفتنة إليها لأن النعمة سببها، إذ إن الإنسان يرتكب الآثام والمعاصي بسبب ما يتوفر له

طور بواسطة نورين ميديا © 2015