القيامه الصغري (صفحة 160)

وقد حدد الرسول صلى الله عليه وسلم العام الذي تقع فيه الفتنة، ففي حديث عبد الله ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تدور رحى الإسلام بعد خمس وثلاثين، فإن يهلكوا فسبيل من هلك، وإن يقم لهم دينهم - يقم لهم سبعين عاماً، قلت: (وفي رواية قال عمر: يا نبي الله) : مما بقي، أو مما مضى؟ قال: مما مضى " (?) . وقد سماها رحى الإسلام تشبيهاً للحرب بالرحى، لأنها تطحن المقاتلين، كما يطحن الرحى الحب، وأشار الرسول صلى الله عليه وسلم في بقية الحديث إلى مدة حكم بني أمية، فقد كانت مدته سبعين عاماً.

وقد صرح في بعض الروايات بما يكون من حال الأمة في تلك الفتنة، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، وتكون بينهما مقتلة عظيمة، ودعواهما واحدة " (?) .

ثانياً: فتنة الخوارج

من آثار الفتن الفرقة والاختلاف، وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن خروج أقوام في آخر الزمان، لهم دور كبير في فرقة الأمة الإسلامية، إذ يدعي هؤلاء العلم، ويجهدون أنفسهم في العبادة، ويدعون إلى كتاب الله، ولكنهم جهلاء، أحكامهم جائرة، وآراؤهم قاصرة، يسفكون دماء مخالفيهم من المسلمين، ويجهلون الصحابة والعلماء، ففي الحديث المتفق عليه عن علي بن أبي طالب قال: قال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015