الفِتن
المطلب الأول
التحذير من الفتن
الإنسان الصالح هو المسلم المستقيم على الدين الذي أنزله تبارك وتعالى، والأمة الصالحة هي الأمة التي تأخذ هذا الدين وتستقيم عليه، ثم إن الفرد المسلم، والأمة المسلمة كلهم يبتلى بشتى أنواع البلاء، وقد يثور البلاء من داخل الأمة بسبب الأهواء والفرقة والخصام، وقد يتمثل في عدو حاقد على هذه الأمة يجتاحها ويستذلها، وقد يصل البلاء النابع من الفرقة والخصام إلى حد أن يسل بعضها على بعض السيوف، فتزهق الأرواح، وتسيل الدماء، وتنتهك الحرمات، وتسلب الأموال.
وقد أطلع الله رسوله عليه السلام على كثير من البلايا والفتن التي ستبتلى بها الأمة الإسلامية في مقبل الزمان، ولذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أطال في تحديث الصحابة عن تلك الفتن، وبيان المخرج منها، يقول أبو زيد عمرو بن أخطب، صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر، وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر، فنزل فصلى، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت العصر، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى غربت الشمس، فأخبرنا بما هو كائن، فأعْلَمُنا أحفَظُنا " (?) .