القيامه الصغري (صفحة 123)

من الشبهات، وغير ذلك من الكائنات التي يبصر الرسول صلى الله عليه وسلم أمته بالتصرف الأمثل حيالها.

5- قد تمر بالمسلمين وقائع في مقبل الأيام تحتاج إلى بيان الحكم الشرعي فيها، ولو ترك المسلمون إلى اجتهادهم - فإنهم يقد يختلفون، وقد لا يهتدون إلى الصواب، بل قد يكون بيان الحكم الشرعي في تلك الأحداث واجب لا بدَّ منه، وعدم البيان يكون نقصاً تنزه الشريعة عنه. فمن ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن الدجال يمكن في الأرض أربعين يوماً، يوم من أيامه كسنة، ويوم كشهر، ويوم كأسبوع، وبقية أيامه كأيامنا، وقد سأل الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم عن تلك الأيام الطويلة أتكفي في الواحد منها صلاة يوم، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: لا، اقدروا له قدره، ولو وكل العباد إلى اجتهادهم لاقتصروا على الصلوات الخمس عند الأوقات المعروفة في غير هذه الأيام. وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن عيسى بعد نزوله لا يقبل الجزية من اليهود والنصارى، ولا يقبل منهم إلا الإيمان، وهذا البيان من الرسول صلى الله عليه وسلم ضروري، لأن عيسى يحكم بهذا الشرع، وهذا الشرع فيه قبول الجزية ممن بذلها إلى حين نزول عيسى ابن مريم وحين ذاك توضع الجزية، ويقتل كل من رفض الإيمان، ولو بذل الجزية.

6- التطلع إلى ما يحدث في المستقبل أمر فطري فالإنسان يجد في نفسه رغبة شديدة إلى معرفة الوقائع والكائنات التي قد تحدث للجنس الإنساني، أو تحدث للأمة التي هو منها، أو قد تحدث له، ولذلك فإن الزعماء والرؤساء، بل والأفراد يلجؤون في معرفة ذلك إلى السحرة والكهان والمنجمين، فجاءهم الله بالحق الذي يغني ويكفي ويشفي في هذا الجانب.

وقد تعرض ابن خلدون لهذه الفائدة في مقدمة تاريخه، فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015