الحكمة من وراء إخفاء وقت وقوعها
قد يتساءل البشر قائلين: ما الحكمة من وراء إخفاء الوقت الذي تحل فيه الساعة، وتقوم فيه القيامة؟ والجواب أن إخفاءها له تعلق بصلاح النفس الإنسانية، فوقوعها غيب، والأمر العظيم الذي يستيقن المرء وقوعه، ولكنه لا يدري متى يفجؤه، ويحل فيه بساحه - يجعل المرء مترقباً له باستمرار.
يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله تعالى: " والمجهول عنصر أساسي في حياة البشر، وفي تكوينهم النفسي، فلا بدَّ من مجهول في حياتهم يتطلعون إليه، ولو كان كل شيء مكشوفاً لهم، وهم بهذه الفطرة - لوقف نشاطهم - وأسنت حياتهم، فوراء المجهول يجرون، فيحذرون، ويأملون، ويجربون، ويتعلمون. ويكشفون المخبوء من طاقاتهم وطاقات الكون من حولهم وتعليق قلوبهم ومشاعرهم بالساعة المجهولة الموعد يحفظهم من الشرود، فهم لا يدرون متى تأتي الساعة، فهم من موعدها على حذر دائم، وعلى استعداد دائم، ذلك لمن صحت فطرته واستقام، فأما من فسدت فطرته واتبع هواه ويجهل، فيسقط ومصيره إلى الردى " (?) .