فقال: يا أبا عبد الرحمن, نحن ستة كلهم قد قرأ القرآن, فأسرع فيه, وكلهم مجتهد لا يألو, وكلهم بغيض إليه أن يأتي دناءة, وهم في ذلك يشهد بعضهم على بعض بالشرك, فقال رجل من القوم: وأي دناءة تريد أكثر من أن يشهد بعضهم على بعض بالشرك؟ قال: فقال الرجل: إني لست إياك أسأل, أنا أسأل الشيخ, فأعاد على عبد الله الحديث, فقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: لعلك ترى لا أبا لك أني سآمرك أن تذهب فتقتلهم, عظهم وانههم؛ فإن عصوك, فعليك بنفسك, فإن الله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.

وروى ابن جرير أيضًا عن قتادة عن رجل قال: كنت في خلافة عثمان رضي الله عنه بالمدينة في حلقة فيهم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - , فإذا فيهم شيخ يسندون إليه فقرأ رجل {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} فقال الشيخ: إنما تأويلها آخر الزمان.

ثم رواه ابن جرير من وجه آخر عن قتادة قال: حدثنا أبو مازن رجل من صالحي الأزد قال: انطلقت في حياة عثمان رضي الله عنه إلى المدينة, فقعدت إلى حلقة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فقرأ رجل من القوم هذه الآية {لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} قال: فقال رجل من أسن القوم: دع هذه الآية, فإنما تأويلها في آخر الزمان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015