روى أبو نعيم في الحلية عن علي بن الحسين زين العابدين رحمه الله تعالى أنه قال: التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كنابذ كتاب الله وراء ظهره, إلا أن يتقي تقاة. قيل: ما تقاته؟ قال: يخاف جبارًا عنيدًا أن يفرط عليه, أو أن يطغى.
وقد عد ابن حجر الهيثمي ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع القدرة من الكبائر, ونقل ذلك عن بعض الشافعية.
ونقله الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره عن بعض الشافعية أيضًا وهو متجه، والدليل على ذلك ما جاء من الوعيد الشديد على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع القدرة، وقد تقدم ذكر الآيات والأحاديث في ذلك, ولله الحمد والمنة.
وقد يحتج بعض المداهنين على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} , ولا حجة لهم فيها, لما رواه أهل السنن إلا النسائي عن أبي أمية الشعباني قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني رضي الله عنه فقلت له: كيف تصنع في هذه الآية، قال: