عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أرضى سلطانًا بسخط ربه عز وجل خرج من دين الله تبارك وتعالى».

وروى ابن سعد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن الرجل ليدخل على السلطان ومعه دينه, فيخرج وما معه دينه. قيل: كيف؟ قال: يرضيه بما يسخط الله.

ورواه الحاكم في مستدركه من حديث طارق بن شهاب عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أنه ذكر الفتنة فقال: إن الرجل ليخرج من بيته ومعه دينه, فيرجع وما معه شيء منه, يأتي الرجل لا يملك له ولا لنفسه ضرًا ولا نفعًا, فيقسم له بالله أنك لذيت وذيت, فيرجع ما خلى من حاجته بشيء, وقد أسخط الله عليه، قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين, ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي في تلخيصه.

قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى: ومما يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أو غيره: ارجُ الله في الناس, ولا ترجُ الناس في الله, ولا تخف الناس في الله، وكما كتبت عائشة رضي الله عنها إلى معاوية رضي الله عنه، إما بعد فإنه من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه, وجعل حامده من الناس له ذامًا, ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه, وجعل ذامه من الناس حامدًا.

وقال خالد بن معدان: من اجترأ على الملاوم في مراد الحق رد الله ترك الملاوم له محامد، ومن ترك قول الحق في مراد الخلق خوف ملاوم الخلق, ورجاء محامدهم قلب الله تلك المحامد عليه ملاوم وذمًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015