وقال ابن الأثير وابن منظور: المجخي المائل عن الاستقامة والاعتدال, فشبه القلب الذي لا يعي خيرًا بالكوز المائل الذي لا يثبت فيه شيء.

وقال النووي: قال صاحب التحرير: معنى الحديث أن الرجل إذا تبع هواه, وارتكب المعاصي دخل قلبه بكل معصية يتعاطاها ظلمة, وإذا صار كذلك افتتن وزال عنه نور الإسلام، والقلب مثل الكوز؛ فإذا انكب انصب ما فيه, ولم يدخله شيء بعد ذلك.

وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: والفتن التي تعرض على القلوب هي أسباب مرضها, وهي فتنة الشهوات، وفتنة الشبهات فتن الغي والضلال، فتن المعاصي والبدع، فتن الظلم والجهل، فالأولى توجب فساد القصد والإدارة, والثانية توجب فساد العلم والاعتقاد. انتهى.

إذا علم هذا, فكثير من القراء والمنتسبين إلى العلم معلمين ومتعلمين وكتاب في زماننا قد تهوكوا في كثير من فتن الشبهات وفتن الشهوات, واتبعوا في ذلك أهواءهم بغير حياء, ولا مبالاة {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.

فكثير منهم تهوكوا في فتنة الكفر الأكبر والشرك الأكبر, ووسائل ذلك, وما يدعو إليه ويقرب منه.

وكثير منهم قد تهوكوا في فتنة النفاق الأكبر والزندقة والإلحاد, وكثير منهم قد تهوكوا في فتن الشرك الأصغر والكفر الأصغر والنفاق الأصغر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015