وروى الحاكم في مستدركه من حديث حبيب بن أبي القاسم بن الحارث عن عبد الله بن عتبة عن أبي مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لا يزال هذا وأنتم ولاته ما لم تحدثوا أعمالا تنزعه منكم, فإذا فعلتم ذلك سلط الله عليكم شرار خلقه, فألحوكم, كما يلتحى القضيب» قال الحاكم: صحيح الإسناد, ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي في تلخيصه.

وقال الشافعي في مسنده حدثنا ابن أبي فديك عن ابن ذئب عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء بن يسار أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لقريش: «أنتم أولى الناس بهذا الأمر ما كنتم مع الحق إلا أن تعدلوا عنه فتلحون كما تلحى هذه الجريدة يشير إلى جريدة في يده» وهذا مرسل صحيح.

وقد وقع الأمر طبق ما في هذه الأحاديث الثلاثة, فبعث الله على قريش لما عصوه من لحاهم, كما يلحى القضيب، وهكذا وقع لكثير سواهم من ولاة الأمور الذين تركوا بعض الأوامر, وارتكبوا بعض النواهي, فسلط الله عليهم من لحاهم, كما يلحى القضيب.

فليعتبر ولاة الأمور الآن بمن خلا قبلهم من ولاة الأمور الذين سلبوا ملكهم, وبدلوا من العزة والكرامة بالذلة والإهانة جزاء على تركهم لأوامر الله وانتهاكهم لمحارمه.

فالعاقل من اعتبر بالماضين، والسعيد من وعظ بغيره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015