لما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعنهم الله على لسان أنبيائهم, ثم عموا بالبلاء».

وروي ابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه أنه خطب, فحمد الله وأثنى عليه, ثم قال: أيها الناس, إنما هلك من كان قبلكم بركوبهم المعاصي, ولم ينههم الربانيون والأحبار, فلما تمادوا في المعاصي أخذتهم العقوبات، فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن ينزل بكم مثل الذي نزل بهم, واعملوا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقطع رزقًا, ولا يقرب أجلا.

وفي حديث ابن مسعود وحديث ابن عمر رضي الله عنهم وعيد شديد للمداهنين التاركين للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع القدرة.

وكذلك في الآيات قبلهما وعيد شديد وذم عظيم للمداهنين التاركين للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع القدرة.

وأي وعيد أعظم من الوعيد بالطرد والإبعاد من رحمة الله التي وسعت كل شيء عياذًا بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه؟!

ومن الوعيد للمداهنين أيضًا ما رواه الإمام أحمد وابنه عبد الله والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليس منا من لم يوقر الكبير, ويرحم الصغير, ويأمر بالمعروف, وينه عن المنكر» قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب, وصححه ابن حبان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015