قوله: «على كل ميسم من الإنسان صلاة».
قال ابن الأثير: هكذا جاء في رواية فإن كان محفوظًا, فالمراد به إن على كل عضو موسوم بصنع الله صدقة، هكذا فسر. انتهى.
وقد تقدم حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاث مائة مفصل» الحديث.
فهذا يوضح معنى قوله على كل ميسم من الإنسان صلاة كل يوم, والله أعلم.
الرابعة عشرة: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم أسباب النجاة من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم أسباب الهلاك وعموم العقوبات قال الله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ}.
وقال تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}.
وروى الدارقطني في سننه عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: دلني على عمل يقربني من الجنة, ويباعدني من النار قال: «لئن اقصرت الخطبة لقد اعرضت المسألة اعتق النسمة وفك الرقبة» وذكر تمام الحديث، وزاد في رواية: «فاطعم الجائع واسق الظمآن وأمر بالمعروف وانه عن المنكر».