وقد قيل في قول الله عز وجل {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} قيل: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أينما كان.
وقد أمر الله تبارك وتعالى نبيه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - أن يأمر بالمعروف, ويصبر على ما يصيبه في ذات الله فقال تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَامُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}.
والعرف هو المعروف قاله غير واحد من أئمة السلف منهم عروة بن الزبير والسدي وقتادة والبخاري وابن جرير.
قال ابن جرير رحمه الله تعالى أمر الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يأمر عباده بالمعروف, ويدخل في ذلك جميع الطاعات، وبالإعراض عن الجاهلين، وذلك وإن كان أمرًا لنبيه - صلى الله عليه وسلم - فإنه تأديب لخلقه باحتمال من ظلمهم واعتدى عليهم، لا بالإعراض عمن جهل الحق الواجب من حق الله, ولا بالصفح عمن كفر بالله, وجهل وحدانيته, وهو للمسلمين حرب. انتهى.
والأمر بالمعروف إذا افرد دخل فيه النهي عن المنكر ضمنًا ونظير هذه الآية ما أخبر الله به عن لقمان أنه قال لابنه (يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور).
وعن عمير بن حبيب الخطمي رضي الله عنه أنه قال لبنيه: إذا أراد أحدكم أن يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر, فليوطن نفسه على الصبر على الأذى, وليوقن بالثواب من الله؛ فإنه من يثق بالثواب من الله لا يجد مس الأذى. رواه الإمام أحمد في الزهد.