على ذلك أعوانًا ولا أنصارًا».
وقد رواه الإمام أحمد وغيره مطولا، وفيه ثم ذكر من ادبار هذا الدين أن تجفو القبيلة كلها من عند آخرها, حتى لا يبقى فيها إلا الفقيه أو الفقيهان فهما مقهوران مقموعان ذليلان إن تكلما أو نطقا قمعًا وقهرًا واضطهدا، وقيل لهما أتطعنان علينا حتى يشرب الخمر في ناديهم ومجالسهم وأسواقهم وتنحل الخمر غير اسمها حتى يلعن آخر هذه الأمة أولها, إلا حلت عليهم اللعنة. الحديث. وفي آخره فمن أدرك ذلك الزمان وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر فله أجر خمسين ممن صحبني وآمن بي وصدقني أبدًا.
ومنها ظهور الأشرار على الأخيار واستعلاء الفجار على الأبرار وسيادة المنافقين لقبائلهم.
وقد ذكر الأوزاعي عن حسان بن عطية مرسلا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سيظهر شرار أمتي على خيارها حتى يستخفى المؤمن فيهم كما يستخفي المنافق فينا اليوم»
وذكر الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: توشك القرى أن تخرب, وهي عامرة. قيل: وكيف تخرب, وهي عامرة؟ قال: إذا علا فجارها أبرارها, وساد القبيلة منها فقها.
وروى أبو نعيم في الحلية عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «للساعة أشراط» قيل: وما أشراطها قال: «غلو أهل الفسق في المساجد, وظهور أهل المنكر على أهل المعروف» قال أعرابي: فما تأمرني يا رسول الله؟ قال: «دع وكن حلسًا من أحلاس بيتك».