السادسة: فيه علم من أعلام النبوة؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - أخبر عما سيقع في أمته من مخالفة العصاة للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر, طاعة من العصاة للشح, واتباعًا للهوى, وإيثارًا للدنيا, وإعجابًا بالرأي فوقع الأمر طبق ما أخبر به صلوات الله وسلامه عليه.

ورأينا ذلك من كثير من المنتسبين إلى العلم, فضلا عن غيرهم, ولهم في معاندة الحق حجج من الباطل.

فأما العوام, فحجتهم فعل العامة, وسكوت بعض المشايخ من ذوي القدرة عن الإنكار عليهم.

وبعضهم يحتجون بأفعال ولاة الأمر وإقرارهم للمنكرات.

وأما المنتسبون إلى العلم, فحجتهم ما يجدونه من أخطاء العلماء وزلاتهم, وإذا قيل لهم: قال الله تعالى، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يلتفتوا إلى ذلك وأجابوا بأنه قد قال العالم الفلاني كذا وكذا، وأنه قد أفتى الشيخ الفلاني بكذا وكذا، وإن في المذهب الفلاني رواية أو قولا أو وجهًا بكذا وكذا مما هو مخالف للنص أو للظاهر من الآيات والأحاديث الصحيحة.

وهؤلاء فيهم شبه من الذين قال الله تعالى فيهم {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}.

وربما رد بعضهم الآيات والأحاديث مراعاة لأهواء الرؤساء والأكابر.

وكثيرًا منهم إذا قيل لهم قال الله تعالى، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015