الضخم من الواقع المشرف يزهدنا في هذه الروايات وأشباهها.
ونحن نزيد على ما قاله الشيخ الغزالي فنقول: إن معظم الكتب الأصلية في التاريخ والسيرة وكتب السنة الصحيحة لم تذكر هذه الإرهاصات فيما ذكرت من سائر الإرهاصات والمعجزات1 التي رويت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم.
ومثل هذه الحوادث الخطيرة لا يمكن إغفالها إذا وقعت. ولو أن أعداء الإسلام رأوها لما أنكروها. بل كانوا يسجلونها في كتبهم التي أرخوا فيها لتلك الفترة ويقولون عنها: إنها ترجع إلى أسباب كونية وعوامل طبيعية، ويحاولون أن يلتمسوا لها أي تعليل يخرج بها عن إثبات الفضل لمحمد -صلى الله عليه وسلم- ولدينه، ولكن شيئًا من ذلك لم يكن2، وبهذا يصبح واضحًا أن مثل هذه الروايات لا تحمل من أسباب القوة3 ما يجعلنا نطمئن إليها ونرجح وقوعها.