بيني وبين ناقتي، فإني أرفق بها منكم وأعمل فتوجه لها بين يديها، فأخذ لها من قمام الأرض فردها، حتى جاءت واستناخت، وشدَّ عليها رحلها واستوى عليها، وإني لو تركتكم حيثُ قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النار"1.

وأما تواضعه عليه السلام مع ما أكرمه الله به من النبوة ورفعة الدرجة والمكانة. فقد كان أشد الناس تواضعًا وأبعدهم عن الكبرياء والغرور، ولا غرو فقد خيَّره الله أن يكون نبيًا ملكًا أو نبيًّا عبدًا، فاختار أن يكون نبيًّا عبدًا.

وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما متوكئا على عصاه فقاموا، فقال: "لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضا" 2. وقال: "إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد" 3. وكان يقول: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد الله ورسوله" 4.

وأما عن زهده فقد نظر إلى الدنيا على أنها وسيلة وممر، ونظر إلى الآخرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015