ذلك، وإن لم يتيسر ردّ المارَّ بين يديه (?) .
مما يحزّ في النفس أن أكثر مساجدنا القديمة ـ لعدم توفر الأدوات الدقيقة في تحديد القبلة _ تجدها منحرفة عنها، انحرافاً يكون فاحشاً أحياناً، مما اضطر بعض القائمين على أمرها إلى اتخاذ حبال خاصّة، مدوها في الأرض، ليحددوا بها القبلة تحديداً أقرب إلى الصواب.
وهذه الحبال، هي غير الحبال التي اخترعت مؤخّراً، ومدّت في المساجد، بقصد تقويم الصف، وكأن المسلمين، وصل بهم الإِهمال في شأن تسوية الصفوف، والتزاحم بالأقدام والمناكب، إلى درجة أنهم احتاجوا إلى مثل هذه الحبال، التي يتعثر بها المارون في المسجد، والتي إنْ دلّت على شيء، فإنما تدل على مبلغ جهل المسلمين بالتحاذي الصحيح، والوقفة الصحيحة (?)
، التي سيأتي التنبيه عليها ـ إن شاء الله تعالى ـ في ((جماع أخطاء المصلّين في صلاة الجماعة)) ، والله الموفّق، لا ربّ غيره.